الخميس، 14 مايو 2009

الجديد في الدين البهائي

جوابا على الاخت العزيزة suna_belحول الجديد في الدين البهائي؟ بالنسبة الى سؤالك عمّا هو جديد في الدين البهائي: باختصار، فإنّ كل شيء جديد! إذ يعتقد البهائيون أنه مع مجيء كل مظهر من مظاهر أمر الله، تُطوى الدنيا وما فيها، ويُبسَط محلَّها بساطٌ آخر. هذا بشكلٍ عامّ، ولكن على وجه الخصوص، فإنّ الدين البهائي أتى فيما أتى به بالمبادئ التالية (على سبيل المثال، لا الحصر): ١) مبدأ استمرارية الهداية الإلهيّة للبشر من غير انقطاع، وذلك عن طريق مظاهر أمر الله، الذين ظهروا تَترَى من قديم الزمان ، وسوف يستمرّون في الظهور ما دام الإنسان باقياً على وجه هذه الأرض. " غُلّت أيديهم ولُعِنوا بما قالوا، بل يداه مبسوطتان. " ٢) إبطال فكرة النجاسة الدينية، خاصّة بالنسبة الى أقوامٍ وأجناسٍ مختلفة. يقول حضرة بهاءالله في كتابه الأقدس: "قد انغمست الأشياء في بحر الطهارة في اوّل الرضوان إذ تجلّينا على من في الإمكان بأسمائنا الحسنى وصفاتنا العليا هذا من فضلي الذي أحاط العالمين." ٣) إبطال الرِقّ، وذلك لأوّل مرةٍ في تاريخ الأديان: يقول حضرة بهاءالله في الكتاب الأقدس: "ليس لعبدٍ أن يشتري عبداً نهياً في لوح الله: كذلك كان الأمر من قلم العدل بالفضل مسطوراً" ٤) إبطال مؤسّسة الكهنوت، وما شابه ذلك من نُظُمٍ مختلفة تسود فيها آراء وعقائد فئة معينة من الرجال المميَّزين الذين هم عالة على المؤمنين والمجتمع بشكلٍ عامّ. لا يوجد في الدين البهائي فئة كهذه، ويحقّ لكل فردٍ أن يتوصّل الى فهمه الخاصّ لمغزى أيّ فقرةٍ من فقرات الأواح والأسفار المقدّسة البهائيّة ضمن الأُطُر العامّة التي وضعها حضرة عبد البهاء وحضرة شوقي أفندي، ألا وهما المبَيِّنانِ المنصوصان لكتابات الدين البهائي. ٥) رَفعُ حكم السيف، أي إبطال فكرة "الحرب المقدّسة"، وهذا التحريم لم يسبق له مثيل هو الآخر في تاريخ الأديان، إذ إنّ السيّد المسيح قد قال مثلاً: "لا تظُنّوا أنّي جئت لأرسي سلاماً على الأرض. ما جئت لأرسي سلاماً، بل سيفاً." هذا، وقد أصدرحضرة بهاءالله هذا الحكم في اوّل يوم من الرضوان، ممّا يُبرِز أهمّيّيته في الدين البهائئ، كما يعيد ويأكّد حضرته في أثاره المقدسّة: "أن تُقتَلوا خيرٌ لكم من أن تَقتُلوا." ٦) يوجد ما يسمَّى بال" قاعدة الذهبيّة" (أي: "لا ترضوا للآخرين ما لا ترضون لأنفسكم") بصياغات مختلفةٍ في جميع الديانات السماوية بدون استثناءٍ؛ ولكن يُكلّّف حضرة بهاءالله أتباعه بأن يفضِّلوا الآخرين على أنفسهم، قائلاً في أحد ألواحه بأنّ ذلك هو المعنى الحقيقيّ لمفهوم ال"مؤاساة". ٧) يفسّر لنا حضرة بهاءالله أنّ لكل دورٍ يمرّ به العائلة البشريّة احتياجاتِه الخاصّة به، وأنّ لكلّ مرحلةٍ من مراحل تطوّر الحضارة الإنسانية مشاكلَها وأمراضَها الخاصّة بها ... كما أنّ للإنسانيّة في كلّ هذه الأدوار والمراحل علاجها الذي وحده الحكيم الإلهي على علمٍ تامٍّ به. أمّا العصر الحاضر، فيَجزِم حضرة بهاءالله بأنّه زمان بلوغ العالم، وأوان اتحاد واتفاق بني البشر في أسرة عالمية كبرى، تُحقّ لكل فردٍ منها حقَّه كاملاً؛ توُفِّر له جميع حاجاته؛ وتَضمَن له حياةً كريمة ذات سلامٍ وأمان. حتّى نستطيع أن نقول بأنّ هذه الوحدة الشاملة، التي تحتضن وتعتنق كل الناس بدون استثناء، هي مِحوَر الدين البهائئ، ولُبّه وأساسه المتين. "ليس الفخر لحُبّّكم أنفسَكم، بل لحُبّكم أبناءَ جِنسِكم." ٨) وانسياقاّ مع هذا المبدأ، فلأنّ سوء التفاهمات من أقوى وأخطر أسباب النزاعات والصراعات والحروب في العالم، فقد أكّد حضرة بهاءالله على ضرورة اختيار لغةٍ عالميةٍ واحدة، تُستَعمل جنباً الى جنبْ مع لغة الشخص الأُمّ. "يا أهل المجالس في البلاد! اختاروا لغةً من اللغات ليتكلّم بها من على الأرض وكذلك من الخطوط. إنّ الله يبيّن لكم ما ينفعكم ويغنيكم عن دونكم. إنّه لهو الفضّال العليم الخبير." ٩) إعلان مساواة الجِنسيَن، وذلك ايضاً لأوّل مرّةٍ في تاريخ الأديان، حيث يقول حضرة بهاءلله مِراراً في ألواحه المقدّسة بأنّ النساء في هذا الدور "يُحسَبن من الرجال" – بمعنى أنّهنّ مساوياتٌ في القيمة الإنسانيّة للرجال في عيني الله. وليس ما تقدّم إلا غيضاً من فيض التعاليم البهائية الجديدة والبديعة والتي لم يسبق لها مثيلٌ في كل مجالٍ من مجالات الحياة المتنوّعة الدين البهائي :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق