الجمعة، 15 مايو 2009

الدين يجب أن يكون سبب الالفة والاتحاد بين الجميع

6 - الدين يجب أن يكون سبب الألفة والاتحاد بين الجميع:-
ان هذا المبدأ البهائي ينير أمام أهل العالم الطريق الذي يجب عليهم سلوكه لتحقيق الغرض الذي من أجله بعثت الأنبياء وسطرت كتبهم المقدسة، فالدين في نظر البهائي هو ما حقق غاية الله في خلقه ألا وهي معرفة الله في معرفة مظاهره والمتكلمين بلسانه في كل عصر، وهي محبة الله، ومحبة الله تقتضي محبة خلقه والخدمة لإخوانه في البشرية بلا تفريق ولا تمييز. فالدين الحقيقي اذا ما صار سبب المحبة والألفة والاتفاق بين الجميع ليحقق الغرض الذي من أجله تأسس، أما اذا صار سبباً في العداوة والبغضاء والعمل على القطيعة والشحناء بين مختلف الملل والأقوام فعدم مثل هذا الدين بلا شك خير من وجوده.
وتكلم عبدالبهاء ذات يوم مع قسيس مسيحي بما يأتي (مترجما):
ان الغرض من بعثة الأنبياء وإرسال الكتب ترويج قانون المحبة... فلنجتهد في الاتصاف بصفة المحبة ونزداد فيها الى درجة نغلب بها على كل مقاومة ونصل الى التي تغلب كل الأعداء ".
وقال ايضا:-
"لأن تكون بهائياً يلزمك أن تحب العالم وتحب الإنسانية وأن تجتهد في خدمتها. وتعمل للسلام العام والأخوّة العامة".
ينادي بهاءالله قائلا (معربا):-
"يا أهل الارض ان الفضل في هذا الظهور الأعظم هو إنا محونا من الكتاب كل ما هو سبب الاختلاف والفساد والشقاق، وأبقينا فيه ما هو سبب الاتحاد والوفاق والوئام نعيماً للعاملين". (لوح العالم)
ويأمر أتباعه بالتسامح الكلي والمحبة الخالصة قائلا:-
"عاشروا يا قوم مع الأديان كلها بالروح والريحان". (كتاب الأقدس)
وفي وصيته الأخيرة يقول:-
"قد نهيناكم عن النزاع والجدال نهياً عظيماً في الكتاب، هذا أمر الله في هذا الظهور الأعظم وعصمه من حكم المحو وزينه بطراز الإثبات".
فالبهائيون بموجب هذا المبدأ عليهم أن يحبوا كل إنسان عن حقيقة واخلاص دون نظر الى معتقداته وأن لا يحسبوا أحداً أياً كان عدواً لهم.
يقول الدكتور ج.ا. اسلمنت في كتابه "بهاءالله والعصر الجديد":-
"ان العالم لم يشهد أبداً بعداً عن الوحدة الدينية أكثر مما شاهده في القرن التاسع عشر. فقد عاشت الأديان العظيمة قرونا عديدة بجانب بعضها البعض كالإسلام والمسيحية والبوذية والزردشتية وغيرها، وبدلا من أن تكون مرتبطة مع بعضها بالألفة والمحبة لتكوّن مجموعا مؤتلفاً متحداً، فانها كانت دائماً على العكس متباغضة متعادية ولم يقتصر أمر الاختلاف على ذلك بل ان كلا منها انقسم ايضا الى جملة فرق شديدة العداء بعضها لبعض رغم ما أوصى المسيح بقوله:-
"من اجل ذلك يعرفكم جميع الناس إنكم تلاميذي اذا كنتم تحبون بعضكم البعض".
وقوله تعالى في القرآن سورة الشورى 13:-
"شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحا والذي أوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه".
فمؤسس كل دين من الاديان العظيمة دعا أتباعه الى المحبة والوحدة، الا انه أهمل قصد الشارع في كل منها إهمالا عظيما وتناساه الناس وترك في وسط من التعصب وعدم التسامح والتقاليد والتعصبات والمنازعات. وكان عدد المذاهب المختلفة والفرق المتعادية في العالم عند أول ظهور البهائية أكبر منه في أي عهد سابق في تاريخ البشر... وفي الوقت الذي وصل فيه النزاع والجدال والاختلاف بين الأقوام الى أشده قام بهاءالله ونفخ في صوره العظيم ونادى:-
"أن يتحد جميع العالم على دين واحد، ويصبح جميع الناس اخواناً وتتوثق عرى المحبة والاتحاد بينهم وتزول الاختلافات الدينية، وتمحى الاختلافات بين جميع البشر... ومع ذلك فلابد أن تزول هذه المنازعات والمخاصمات، ويزول هذا السفك للدماء ويكون الناس جنساً واحداً وأسرة واحدة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق