الجمعة، 15 مايو 2009

الانقطاع في الدين البهائي :

في الانقطاع:-
ان التضرع الى الله يقتضي الانقطاع عن كل ما سواه أي عن جميع الأهواء والشهوات النفسية والأرضية وغير الارضية فان سبيل الحق يكون في الغنى كما يكون في الفقر. وفي الصحة كما في السقم. وفي القصر كما في البئر. وفي الحديقة كما في السجن. فعلى البهائي أن يقبل نصيبه من الحياة في أي جهة وقعت مع كمال التسليم والرضا. ولم يكن المقصود من الانقطاع عدم الاعتناء بما حول الانسان يعني العزلة التامة انما الغرض هو اعتزال الأمور المنكرة لا احتقار الاشياء الجميلة التي خلقها الله. فالبهائي الحقيقي لا يكون جامدا ولا زاهدا. ولا خاليا من الشعور لأنه يجد سرورا عظيما في طريق الحق وعملاً جماً وفرحا عظيما ولكنه لا ينحرف قيد شعرة عن هذا الطريق طلباً للذة أو اشتياقا الى ما حرّمه الله. فاذا صار الرجل بهائياً صارت ارادته إرادة الله لأن مخالفة أمر الله هي الشيء الوحيد الذي لا يرتكبه فلا تساوره المخاوف في طريق الحق ولا تحزنه المتاعب، فنور الحق ينير له أظلم أوقاته ويتبدل الألم بالفرح ويقترن الاستشهاد بالحماس والتبريك وترتفع الحياة الى مستوى الشجاعة ويكون الموت له بشارة. فقد قال بهاءالله في سورة الهيكل:-
( من كان في قلبه أقل من خردل حب دوني لن يقدر أن يدخل ملكوتي).
وقال في الكلمات المكنونة:-
(يا ابن البشر إن تحب نفسي فأعرض عن نفسك وإن ترد رضائي فاغمض عن رضائك لتكن في فانيا وأكون فيك باقيا).
وفي الكلمات المكنونة الفارسية يقول ما ترجمته:-(عبدي خلّص نفسك من قيود هذا العالم وتحرر من سجن نفسك واغتنم الوقت لأنك لن تر مثل هذا الوقت ولن تجد مثل هذا الزمان).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق