الجمعة، 15 مايو 2009

8- محو جميع التعصبات :

8 - محو التعصبات بأنواعها:-
ان مبدأ الدين البهائي الخاص بوحدة البشر يقضي على سبب اخر من اسباب الحروب قضاء مبرماً، ألا وهو التعصب "الجنسي" فبعض الأقوام يدعون انهم أعلى وأرفع مقاماً من غيرهم واتخذوا قاعدة "بقاء الأنسب" شعاراً لهم ويعنون ان رياستهم وتفوقهم "السلالي" يعطيهم الحق في ان يستأثروا بمنافع الأقوام الضعيفة الأخرى حتى وان يستأصلوهم، وأكثر صحائف التاريخ سواداً ما تضمّن الحوادث الكثيرة التي طبقت فيها هذه القاعدة بلا رحمة ولا شفقة. وأما في الديانة البهائية فكل أمة لها مقام مساوٍ لغيرها من الأمم في نظر الله ولكل منها مواهب عجيبة خاصة بها ويمكنها أن تقوم بعمل يساعد على إكمال حياة الأمم الأخرى بدلاً من إنقاصها. ويقول عبدالبهاء (مترجما):-
"اما بخصوص التعصب ‘الجنسي’ فهذا وهم وخرافة واضحة لأن الله خلقنا جميعاً جنساً واحداً.. ومنذ الابتداء لم تكن هناك حدود بين البلدان المختلفة فلا يوجد في الارض جزء مملوك لقوم دون غيرهم، وفي نظر الله لا يوجد فرق بين الأمم المختلفة، فلماذا يخلق الانسان مثل هذا التعصب ولماذا تقام الحروب من أجل وهم باطل كهذا؟.. فلم يخلق الله الخلق ليهلك بعضهم بعضاً، فجميع الأمم والقبائل والأجناس متساوون أمام مواهب أبيهم السماوي... ولا فرق بينهم في الحقيقة الا في درجة الاخلاص والطاعة للقوانين الإلهية. فبعضهم كالمصابيح المنيرة وغيرهم كالنجوم.. وهم يضيئون جميعاً في سماء الإنسانية... والذين يحبون الإنسانية هم من أعلى البشر، لا فرق بين لون او جنس او ملة او دين".
ومن التعصبات الرديئة التي تلحق بالتعصب "الجنسي" التعصب السياسي او الوطني فقد حان الوقت لأن تندمج الوطنية الضعيفة ضمن الوطنية العمومية الكبرى التي يكون فيها الوطن عبارة عن العالم بأجمعه فيقول بهاءالله:-
"قد قيل في السابق حب الوطن من الايمان، ونطق لسان العظمة في يوم الظهور ليس الفخر لمن يحب الوطن بل لمن يحب العالم، وبهذه الكلمات العاليات علَّم أطيار الأفئدة طيراناً جديداً ومحا التحديد والتقليد".
(معرب من لوح العالم - مجموعة مصر، ص 285)

ومن الواضح ان بعثة الانبياء لم تكن تهدف الا لغرض توحيد كلمة البشر وجمع شملهم وربطهم بعرى المحبة والتعاون والاتفاق لتستقيم أحوال المجتمع البشري وتتحكم أسس السعادة والرفاه للجميع، بيد انه من المعلوم ويا للاسف ان كثيرا ما أسيء فهم التعاليم السماوية والنصائح المشفقة الربانية التي جاء بها اولئك الانبياء فظهرت بين تابعيهم ومروجي عقائدهم البدع المخالفة والتعاليم الباطلة والاوهام السقيمة وبالتالي الوان من التعصبات المميتة الشنيعة كالتعصبات الجنسية أو العرقية والتعصبات الوطنية والتعصبات الطبقية والتعصبات اللونية والتعصبات اللغوية وجرى الجميع وراء الاطماع المادية بروح التفوق والاستعلاء ونشأت الاطماع الاستعمارية ووقعت الحروب الطاحنة لاجل امتلاك الاراضي والتوسع الاقليمي على حساب الأمم الضعيفة والشعوب المتأخرة واشتدت روح العداء والبغضاء بين الامم والشعوب وباتت الحروب تجر الحروب ولكن على مقياس أوسع وأوسع وتهدد الجنس البشري بالفناء والدمار في عاقبة الامر.ان التعاليم البهائية ترمي الى محو التعصبات كافة لانها هادمة لبنيان العالم الإنساني وكيانه، جالبة لشقائه وتعاسته وبلائه، ولن تسود الراحة والاطمئنان ولن يستقر الصلح والسلام بين الأنام ما لم تنبذ تلك التعصبات المهلكة نبذا تاما ويعامل الناس بعضهم بعضا بنهاية المحبة والعدل والاخاء مؤمنين بمبدأ وحدة البشر، وان لا فضل لانسان على انسان الا على قدر عمله وخدمته لعالم الانسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق