الجمعة، 15 مايو 2009

في تحري الحقيقة:

في تحري الحقيقة:-
ان بهاءالله يأمر أتباعه بالانصاف حيث يقول في كلمات الحكمة:-
(رأس كل ما ذكرناه لك هو الانصاف وهو خروج العبد عن الوهم والتقليد والتفرس في مظاهر الصنع بنظر التوحيد والمشاهدة في كل الامور بالبصر الحديد).
فمن اللازم لكل انسان ان يطلع ويتحقق من الجمال الإلهي المتجلي في هيكل بهاءالله البشري والا فان ايمانه البهائي يكون اسما من دون معنى وقد كان نداء جميع الانبياء للبشر أن يفتحوا أعينهم لا أن يغمضوها وان يتبعوا العقل لا أن يخمدوه فلن يقدروا على ان يخترقوا سحب الأوهام ويخلعوا قيود التقليد الأعمى ويصلوا الى التحقق من صدق الدين والأمر الجديد الا بإمعان النظر الصحيح وبحرية التفكير لا بالايمان التقليدي التذللي فالذي يرغب أن يكون بهائيا يلزمه ان يفحص عن الحق بدون خوف ولا وجل الا انه يلزمه أن لا يقصر أبحاثه على المستوى المادي بل عليه أن يتيقظ روحيا كما يستيقظ ماديا وعليه أن يستعمل جميع القوى التي أعطاها له الله ليصل الى الحقيقة وان لا يعتقد شيئاً بدون أن يثبت عنده ثبوتاً عقليا صحيحا واذا كان قلبه طاهراً وعقله وفكره خالياً من التعصبات فان بحثه عن الحقيقة لا بد وان يهديه ولا يلبث الا أن يرى جمال البهاء الإلهي في أي هيكل تجلى فيه، وقد قرر بهاءالله:-
(الطراز الاول والتجلي الأول الذي أشرق من أفق سماء أم الكتاب في معرفة الانسان نفسه وما هو سبب لعلوه ودنوه وذلته وعزته).
وكذلك يقول في كلمات الحكمة:-
(أصل كل العلوم هو عرفان الله جل جلاله وهذا لن يحقق الا بعرفان مظهر نفسه).فالمظهر هو الانسان الكامل والمثل الأعلى للخلق والثمرة الأولى لشجرة الإنسانية. فان لم نعرفه لا نقدر أن نعرف القوى الكامنة في أنفسنا وقد طلب منا المسيح أن نتفكر في زهرة الزنبق كيف تنمو. وقال (إن سليمان في كل ملكه وعظمته لم يلبس كواحدة منها) فان الزنبق ينمو من أكمام صغيرة لها منظر جذاب فاذا لم ننظر الزنبقة وهي في تفتحها ولم نشاهد طراوة أوراقها وأزهارها التي لا مثيل لها فكيف يمكننا أن نعلم حقيقة ما تحويه الأكمام؟ قد يمكن أن نشرحها بكل دقة ونفحصها بعناية تامة ولكنا لا نقدر أن نكشف ما تحويه من الجمال المكنون فيها الذي لا يعرف كيفية ظهوره ونباته سوى البستاني. كذلك نحن اذا لم نر البهاء الإلهي المتجلي في المظهر لن يكون عندنا فكر عن الجمال الروحاني المستور في طبيعتنا وفي طبيعة أحبائنا. ويمكننا أن ندرك الكمالات المعنوية الموجودة في أنفسنا تدريجيا بعرفان المظهر الإلهي ومحبته واتباع تعاليمه واذ ذاك تظهر لنا معنى الحياة والوجود والغرض منها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق