الجمعة، 15 مايو 2009

3- التعليم الاجباري

3 - التعليم الإجباري:-
ان البهائية تفرض التربية والتعليم وتجعل ذلك أمراً إجبارياً وفريضة ملزمة وتكلف الآباء القيام حتماً بتعليم الأبناء وتربيتهم وتوجب على الحكومة مراقبة ذلك تمام المراقبة، فإن رأت تقصيراً من الآباء في إجراء هذا الفرض قامت هي بمباشرتها رغماً عن المقصر وتقاضت منه النفقة، وان كان التقصير ناجماً عن عسر الوالدين لزمها هي الإنفاق.
وتفرض التعاليم البهائية تعلّم الصنائع والفنون الى جانب العلوم المفيدة المثمرة وتؤكد على أمر تربية البنت وتعليمها تأكيداً شديداً، كيف لا وهي ستصبح عما قريب أماً يتحتم أن تكون مربية ذات كفاءة وعارفة بما يجب عليها نحو من تقوم بتربيتهم. أليست حضانة الأم وكفالتها هي المدرسة الأولى للطفل؟ أليست أمه هي المعلمة الأولى له؟
وبديهي ان حسن تربية الطفل تكون بنسبة كمال وكفاية تعليم الوالدة فهي المؤسسة لتربية الطفل وحياته فلو كان الأساس معوجاً فلا محالة اذاً أن يكون كل ما يبنى عليه ضعيفاً مختلاً.
وتصرّح التعاليم البهائية ان الإهمال في تربية الطفل ذنب لا يغتفر وان موت الطفل خير له من أن يترك بلا تعليم. ويجب تساوي البنت مع الولد في حقها في التعليم بكافة مراحله تساوياً تاماً وفي حالات معينة يرجح تعليم البنت وتربيتها على تعليم الولد وعندها تتولى الحكومة أمره كما مرّ باختصار. ولقد نادت البهائية بهذا المبدأ وأعلنته منذ أكثر من مائة وخمسين سنة حينما لم يكن للمرأة شأن في المجتمع بل لم تجوّز العادات والتقاليد تعليم البنت وتثقيفها واعتبرت ذلك خروجاً على سنن المجتمع وحتى مروقاً من الدين !.. ومن جملة الضحايا والقرابين العزيزة التي قدمتها البهائية - وهي في أول نشأتها - لترويج مبدأ التربية والتعليم والمناداة بحق المرأة فيه ومساواتها مع الرجل في سائر الحقوق والامتيازات والفرص، كانت نفس الشاعرة الملهمة والعالمة الفاضلة (قرّة العين) الطاهرة، فهي التي ألهبت بنات جنسها في ايران في ذلك العهد المظلم بحماس نادر بقصائدها وأشعارها وخطبها الحماسية التي تناقلتها الألسن لا في ايران فقط بل وفي سائر أقاليم الشرق وأهابت بهن للمطالبة بحقهن الطبيعي في اكتساب العلوم وتحصيل الفنون كالرجال ونددت بذلك الكفن الأسود الذي لفتها به تقاليد المجتمع الهزيل.
وبمقتضى التعاليم البهائية يجب الشروع بتربية الطفل وتثقيفه بالعلوم والمبادئ الدينية والعلمية معاً في برنامج واحد. وكما ان المعلم الصادق الحاذق يرمي بتلقين العلوم للنشء الى ان تأخذ مكانها من أذهانهم وأفهامهم سالكاً بهم مسالك التفهيم الفعال ومربياً لقوة النقد والفهم فيهم ومبتعداً بهم عن ان يصيروا كالببغاء الذي ينطق بما لا يفهم ويهرف بما لا يعرف، كذلك يجب عليه في تلقين الدروس الدينية أن يحذو حذو هذا المسلك ويترسم هذا المنهج كل الترسم مبالغاً في التفهيم والتنوير بحيث يشعر الناشئ ان الدين هو المصدر الأكبر لخلاص العالم وبحيث يشب على محاسن الأخلاق وكرم الشيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق