الخميس، 14 مايو 2009

تحقيق الوعود الاهية في رسالة حضرة بهاء الله

حقيق الوعود الالاهية فى الكتب البهائية لم تكن الغاية من رحلة حضرة بهاء الله هى ان نبكى عندما نعرفها او نقرأها. بل كانت الغاية اسمى من ذلك فقد بينها حضرة بهاء الله عندما قال ((قد قيد جمال القدم لإطلاق العالم وحبس فى الحصن الأعظم لعتق العالمين)) فقد كانت رحلة حضرة بهاء الله كلها مشقة وذل وهوان على الناس ولكن برغم هذه الذلة والمهانة الا اننا تعودنا ان فى كل ظهور دائما ما يعترض عليه الورا ويقومون عليه بكل همتهم ليقضوا على رسالته وهنا يتبين لنا ان كان حق من عند الله برغم تقيده ينتشر للبشرية وينشر نفحاته فى كل العالم. وإن كان من عند غير الله فانه يزهق ولا شك فى ذلك تعالوا اليوم نعرف مبادىء حضرة بهاء الله التى اتى بها منذ مائة وستة وستون عام وما نشهده اليوم من تحقيق ما بشرنا به من مبادئه هناك نص لحضرة بهاء الله فى لوح الرئيس يلفت انتباهنا نحوه وقد يتعجب الكثير من هذا النص ألا وهو ((قل قد جاء الغلام ليحيي العالم ويتحد من على الأرض كلها. سوف يغلب ما أراد الله وترى الأرض جنة الأبهى)) فعندما ننظر اليه نسأل انفسنا سؤال واحد وهو كيف سيتحد العالم؟ هل سيتحد على هذا الامر؟ هل سيتحد تحت ظل الشريعة البهائية؟ لكن هناك نص اخر يجيب عن هذا السؤال يقول ((إن ربكم الرحمن يحب أن يرى من في الأكوان كنفس واحدة وهيكل واحد أن اغتنموا فضل الله ورحمته في تلك الأيام التي ما رأت عين الإبداع شبهها طوبى لمن نبذ ما عنده ابتغاء لما عند الله نشهد أنه من الفائزين.)) وهذا فى منتخبات من اثار حضرة بهاء الله اذا قد يتفهم من النص ان البشرية كلها ستؤمن بهذا الامر المبارك والجميع سيصبحون بهائيين ولكن ما دام الجميع سيصبحون بهائيين لما خيرهم الله فى الدين؟ انه قد قال ((إنما ننصحكم لوجه الله إن أقبلت لنفسك وإن أعرضت إن ربك غني عنك وعن الذين اتبعوك بوهم مبين)) الكتاب الاقدس لكن حقيقة الاتحاد فى هذا الظهور هو اتحاد العالم على المبادى فى هذا الامر وليس اتحادهم على دين واحد هلموا نأخذ مثل على سبيل المثال لا الحصر مما نشهده فى عالمنا الان وما ابلغنا به حضرة بهاء الله عندما قال حضرة بهاء الله انه سيحدث اتحاد وإحياء للعالم وسيغلب الله ما اراده فهذا حق لان حضرة بهاء الله من أهم المبادىء التى نادى بها منذ مائة ستة وستون عام مبدأ مساواة المرأة والرجل حيث تفضل قائلا ((تعالى وتعالى من رفع الفرق ووضع الاتفاق، تباهى تباهى من أخذ الاختلاف وحكم بالاثبـات والائـتلاف لله الحمد بما ازال القلم الاعلى الفروقات ما بين العباد والاماء ووضع الجميع في صقع واحد بالعناية الكاملة والرحمة الشاملة. لقد قطع ظهر الظنون بسيف البيان ومحا مخاطر الاوهام بقدرته الغالبة القوية. - "مائدة آسماني"، المجلد الثامن، ص٥٢-٥٣)) فقد تبين من النص ان الله فى هذا الظهور اراد مساواة المرأة والرجل وعبر عن ذلك بقوله ((إن الإنسانية كالطائر ذي الجناحين أولهما الذكر والآخر الأنثى، وما لم يكن الجناحان قويين تحركهما قوة واحدة فإن الطير لا يقدر أن يطير نحو السماء. فتبعاً لروح هذا العصر يجب أن تتقدم النساء ليتممن رسالتهن في الحياة، ولهذا يجب أن يتساوين مع الرجال. إن أحد تعاليم حضرة بهاءالله المهمة هو أن تصبح النساء في مستوى واحد مع الرجال، وأن يتمتعن بحقوق وامتيازات وفرص مساوية لحقوق الرجال وفرصهم وامتيازاتهم... والآن يجب على النساء أن يمضين في التقدم وأن يوسعْن معلوماتهن في العلوم والآداب والتاريخ لأجل إكمال الإنسانية. فعن قريب سوف ينلن حقوقهن، ويعلم الرجال أن النساء جادّات في عملهن ويحافظن على كرامتهن ويترقين في الحياة السياسية والمدنية. ويقفن حجر عثرة في سبيل الحرب ويطالبن بحقوق الانتخاب والمساواة في كل الامتيازات التي يتمتع بها الرجال. - "مختصر المبادئ البهائية"، الطبعة الرابعة، نيسان ١٩٩٧، ص٣٥-٣٦)) فقد نادى الامر بهذا المبدأ منذ مائة ستة وستون عام وتجد الان فى عصرنا الحديث ان العالم كله بجميع اعراقه واجناسه واديانه ينادون بمساواة المرأة والرجل وكأن حضرة بهاء الله كان ينظر للمستقبل فى زمانه ويبلغنا بما سيحدث للبشرية وهناك مبدأ اخر وهو الوحدة بين جميع البشر حيث تفضل قائلا ((يا أهل العالم إنكم أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد اسلكوا مع بعضكم بكل محبة واتحاد ومودّة واتفاق . قسماً بشمس الحقيقة إن نور الإتفاق يضئ وينير الآفاق. - منتخبات من آثار حضرة بهاءالله, ص ١٨٤)) وتفضل فى موضع اخر قائلا ((يا أبناء الإنسان! هل عرفتم لِمَ خلقناكم من تراب واحد لئلا يفتخر أحد على أحد وتفكروا في كل حين في خلق أنفسكم إذاً ينبغي كما خلقناكم من شيء واحد أن تكونوا كنفس واحدة بحيث تمشون على رجل واحدة وتأكلون من فم واحد وتسكنون في أرض واحدة حتى تظهر من كينوناتكم وأعمالكم وأفعالكم آيات التوحيد وجواهر التجريد هذا نصحي عليكم يا ملأ الأنوار فانتصحوا منه لتجدوا ثمرات القدس من شجر عز منيع. - "الكلمات المكنونة"، حضرة بهاءالله)) وتفضل ابنه الارشد عبد البهاء بتصوير البشرية وجمالها فى الاتحاد بقوله ((لاحظوا أزهار الحدائق على الرغم من اختلاف أنواعها وتفاوت ألوانها واختلاف صورها وأشكالها ولكن لأنَّها تسقى من منبع واحد وتنتعش من هبوب ريح واحد وتترعرع من حرارة وضياء شمس واحدة فإنَّ هذا التنوع والاختلاف سبب لازدياد جلال وجمال أزهار الحدائق… أمّا إذا كانت أزهار ورياحين الحديقة وأثمارها وأوراقها وأغصانها من نوع ولون واحد ومن تركيب وترتيب واحد فلا معنى ولا حلاوة له، أمّا إذا اختلفت لوناً وورقاً وزهراً وثمراً، فإنَّ في ذلك زينة وروعة للحديقة وتكون في غاية اللطافة والجمال والأناقة. وكذلك الأمر بالنسبة لتفاوت وتنوع أفكار وأشكال وآراء وطبائع وأخلاق العالم الإنساني فإنْ جاءت في ظل قوة واحدة ونفوذ واحد فإنَّها ستبدو في غاية العظمة والجمال والسمو والكمال. واليوم لا يستطيع أي شيء في الوجود أن يجمع عقول وأفكار وقلوب وأرواح العالم الإنساني تحت ظل شجرة واحـدة سوى القوة الكلية لكلمة الله المحيطة بحقائق الأشياء. - مكاتيب عبدالبهاء، الجزء الأول، ص ۳۱٨-۳۱٩)) والان تجد العالم كله يتحد ولابد انك قد سمعت عن الوحدة العربية وتوحيد العملة فى اوروبا والاتحاد الاوروبى وما الى ذلك تجد ان العالم يسعى للاتحاد والأئتلاف والوئام فقد اوردنا تلك الامثلة على سبيل المثال لا الحصر ولابد ان البقية أتية لا شك لانه قد قال ((لعمري سوف نطوي الدنيا وما فيها ونبسط بساطاً آخر انّه كان على كلّ شيء قديراً. - منتخبات من آثار حضرة بهاءالله، ص ٢٠٠))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق