الجمعة، 15 مايو 2009

الاخلاص في الدين البهائي:

في الاخلاص لله:-
كما أن أوراق الزهر والورد تحتاج في تفتحها من الأكمام الى حرارة أشعة الشمس فكذلك البهائي يحتاج دائماً للاتصال العقلي والمباشر مع بهاءالله حتى يحصل على الحياة البهائية الكاملة. فالبهائي لا يعبد شخص بهاءالله بل الجمال الإلهي المتجلي فيه ولذلك تراه يحترم بذات المعنى المسيح ومحمد وجميع رسل الله لبني الانسان الا أنه يعتبر أن بهاءالله هو الحامل للرسالة الإلهية في هذا العصر الجديد الذي نعيش فيه وأنه هو المعلم العظيم الذي جاء في العالم لتنفيذ واتمام أغراض من سلفه من الأنبياء. ومجرد الاذعان الفكري للعقيدة لا يجعل الانسان بهائياً وكذا الحال في الاستقامة الخارجية بل ان بهاءالله يريد من أتباعه الاخلاص التام من جميع قلوبهم وان هذا الحق ولو كان خاصا بالذات الإلهية الا أن بهاءالله يتكلم كمظهر الله ويعبر عن ارادته، وقد كان الانبياء السابقون صريحين فيما يتعلق بهذا الموضوع فقد قال المسيح:- (من أراد أن يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني لأن كل من ينجي نفسه يخسرها ومن يخسر حياته لأجلي فانه يجدها) وبعبارة أخرى أن جميع المظاهر الإلهية طلبوا من أتباعهم عين هذا المطلب وقد أثبت لنا التاريخ انه ما دام هذا الطلب قد استجيب له واعترف به فان الدين ينمو رغماً عن كل مقاومة أرضية ورغما عن التعذيب والاضطهاد واستشهاد المؤمنين. وعلى العكس من ذلك كلما حصل التراخي والتهاون بدلا من التكريس التام للخدمة، فان الدين يضمحل وقد يكون الايمان تقليديا ولكنه يفقد قوته لخلاص الناس وتبديلهم وعمل العجائب. فالدين الحق لم يكن في أي وقت تقليديا ولو فرض وأصبح على هذه الصورة فان الطريق الموصل الى الحياة كما قال المسيح ضيق ولا يجده الا القليل.
والباب الموصل الى الحياة الروحية لا يقبل للدخول فيه الا واحداً بعد واحد كالباب الموصل الى الولادة المادية. فلو فرض ونجح الكثير من الناس في الولوج في هذا الطريق أكثر من ذى قبل فان ذلك يدل على أن الناس قد ازداد فيهم الميل للخشوع والخضوع الذي يأمر به الله وأن الحنكة والتجارب الطويلة قد ألجأتهم الى أن يروا سوء عاقبة اختيارهم لطريقهم بدلا عن الطريق الإلهي وليس المعنى أن الباب قد اتسع لدخولهم جميعا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق