الجمعة، 15 مايو 2009

معنى الطاعة في الدين البهائي :

في الطاعة:-
ان الاخلاص لله يستلزم اطاعة أوامره المنصوصة حتى في الأحوال التي لا تفهم أسبابها وعللها، فان الملاح يجب عليه أن يطيع أوامر رئيسه القبطان بثقة تامة حتى ولو لم يكن يعرف اسبابها الا ان طاعته لا تسمى طاعة عمياء لأنه يعلم علم اليقين أن القبطان قد جرب في خدماته العديدة وظهرت منه الكفاءة ليكون ملاّحا ماهراً في صناعته. وقامت على كفاءته البراهين العديدة. وبغير ذلك تكون خدمته من الحماقة. فكذلك يجب على البهائي أن يطيع قبطان نجاته بتمام الثقة ولكنه يكون أحمقا لو لم يتأكد في ابتداء الأمر ان قبطانه ممن قامت على أحقيته البراهين الكافية. واذا أذعن لهذه البراهين فانه يكون أكثر حمقاً لو امتنع عن الطاعة لاننا لا يمكننا ان نجني ثمار حكمة هذا المعلم الحكيم أو نحصل عليها لأنفسنا الا بالانقياد والطاعة له بعين قريرة وبرضاء تام. واذا لم يطع الملاحون قبطانهم كيف تصل سفينتهم سالمة الى مقرها وكيف يتعلمون فن الملاحة منه مهما كان هو في نفسه حكيما. وقد أشار المسيح الى أن الطاعة هي طريق المعرفة فقال:-
إن كلامي لم يكن من نفسي بل من الذي أرسلني فاذا عمل أحد ارادته فانه يعرف الناموس اذا كان من الله او اذا كنت أتكلم من نفسي. (يوحنا 7-16-17)
وكذلك يقول بهاءالله:-
ان الايمان بالله ومعرفته لا تتم... الا بالعمل بما أمر به وما نزل في الكتاب من قلم البهاء. (تجليات ترجمة)فالطاعة التامة ليست معدودة في هذه الأوقات الديمقراطية من الفضائل المسلم بها. وقد يكون في الطاعة التامة لارادة أحد من الناس خطر ولكن لا يمكن اتحاد البشر الا باتباع كل فرد للارادة الالهية. واذا لم تظهر هذه الإرادة ظهورا واضحا او لم يتبع الناس الداعي الإلهي تاركين جميع من عداه من الدعاة فان الفتن والقلاقل تستمر. ويظل الناس يخاصمون بعضهم بعضا. ويستعملون جزءا كبيرا من قوتهم لدحض مجهودات الآخرين من إخوانهم بدلا من العمل جنبا لجنب لأجل المجد الإلهي والمصلحة العامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق