الجمعة، 15 مايو 2009

المبادئ البهائية التي جاء بها جمال القدم إلى العالم

1 - أساس الأديان واحد:-
ان البهائيين بمقتضى أوامر ونصائح بهاءالله، مؤسس دينهم، يجب عليهم أن يدعوا العالم أجمع الى اعتقاد ديني واحد يأتلف عليه الكل وأن يوحِّدوا أفكار جميع العالم في المسائل الأساسية التي أسسها بهاءالله، وأن يغرسوا من جديد مرة أخرى مخافة الله في قلوب البشر وأن يقووا الايمان والاعتقاد بالمكافأة والجزاء وبقاء الأرواح والحياة الأبدية.
ان البهائيين يعتقدون طبقاً لتعاليم دينهم بحقية جميع الرسل والتعاليم الإلهية الماضية، اذ يرشدهم ذلكم التعليم البديع الى ان كل تعليم إنما يحكم في دائرة محدودة خص بها، وعندما تتم هذه الدورة تتجدد الشريعة بإرادة الله التي يعلنها اذ ذاك على لسان مؤسس جديد. والى أن كل ديانة هي كاملة وافية بوظيفتها كافية لدورتها ومدتها. ومن أصول هذا الاعتقاد أن لا أبدية لشريعة ما من الشرائع، أما ما سقط فيه أهل كل ملة من القول بخلودها فليس الا أمراً خيالياً، اذ ليس في كتاب ما من الكتب السماوية نص ناطق بهذا القول وفضلاً عن تجرده من الأدلة والشواهد، فان في الكتب السماوية دلائل ناطقة بالتجديد واستئناف التشريع.
على ان الواجب على كل بهائي خصوصاً وعلى كل أريب عموماً أن يعتقد بأن النسخ والتجديد لا يمس جوهر الأديان بشيء ما أصلاً، وأن مورد وهدف التحوير والتغيير هو ذلك القسم الثانوي من تعليم الرسول السابق المتعلق بالمعاملات والطقوس والشكل الخارجي ليس إلا.
ان البهائيين يعتقدون بأن أساس جميع الأديان هي تشاريع سماوية وتعزى البهائية كل ما تراه غير موافق للحقيقة من الطقوس والتقاليد العتيقة الى عراقة تلك الملل في القدم فان بتقادم العهد وطول الأمد على تلك الأديان تراكم عليها من العوائد والطقوس والبدع والظنون ما بَعُدَ بذويها ونأى بمعتنقيها عن الجوهر الاصلي بل أخفى ذلك الجوهر وغشاه وأفقده حلاوته وطلاوته.
ومثل هذه الاديان في نظر البهائية مثل ماء نقي صاف عند ينبوعه ولكن لطول مجراه وتمادي امتداده أضحى كدراً وفقد نقاءه الاول لذا لا يوجد من يرضى الاستقاء منه والحالة هذه.
أما القسم الجوهري، وهو الأساس الذي لا يتغير ولا يتبدل في كل شريعة والذي يتصدى كل رسول ونبي لبعثه واحيائه وتنقيته مما علق به بمرور الزمن وإشعال نار الحماس بتجديده في قلوب الناس فهو ذلك الجوهر المتعلق بمعرفة الله سبحانه وتعالى وتوحيده وتفريد ذاته المقدسة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وما فيه خير الناس وسعادتهم في الدنيا وفي العقبى وهذا ثابت قائم موجود في كل شريعة ودين ولا يلحقه التحوير والتغيير.
وعلى هذا أن الانضمام الى الجامعة البهائية ليس فيه مخالفة ولا صعوبة على أي متدين كان، لانها تحترم جميع الاديان وتؤيدها وتعتبر أصولها ومبانيها أساسات إلهية، فليس لمن يعتنقها أن ينكر دينه أو أي دين من الأديان السابقة بل يترتب عليه - طبقاً للتعاليم البهائية - أن يحترمها ويجدد ايمانه واعتقاده بحقيقتها وقدسيتها وبكونها حلقة لا يمكن فصمها من سلسلة الوحي الإلهي المستمر النامي المتطور لهداية الخلق وتربيتهم وهم يرتقون سلم التقدم والرقي في حياتهم البشرية على هذه الارض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق