الجمعة، 15 مايو 2009

4- مساواة الرجل بالمرأة

4 - مساواة حقوق الرجل والمرأة:-
ان البهائية تقول باستواء الرجل والمرأة لأن الواجب في التفضيل ان يقوم على أساس حقيقي وهو العلوم والكمالات والفضائل والخصال ذات القيمة عند الله لا على المبنى الصوري المرتكن على الفروق الصورية والظواهر.
لا يوجد أي فرق حقيقي بين الرجل والمرأة، ان الله عز وجل خلقهما جميعا وجعل كليهما ركني النسل الذي لا يتم الا بهما معاً وسمى كلا منهما بالانسان وكل منهما يحمل الروح الإنساني وكل واحد منهما محتاج الى الآخر ولا يمكن أن يعيشا الا معاً، ومن هنا يعرف سر المساواة بينهما. وكما ان الرجل مسؤول أمام الدين وأمام الهيئة كذلك المرأة.
وفي الأجزية والمكافآت لا فارق بينهما، فالمرأة يقع عليها نفس القصاص الذي يقع على الرجل بتعرضه لما يستوجبه والمكافأة التي يستحقها الرجل على عمل ما تستحقها المرأة اذا أتت بنظير هذا العمل. والواسطة العظيمة التي يعتمد عليها في تحرير المرأة هو التعليم العام فيكون للبنات حظ من التربية والتعليم كالصبيان. وفي الحقيقة ان تعليم البنت وتربيتها وتثقيفها أهم وأولى من تعليم الصبي، لأنها سرعان ما تصبح أمَّاً وتصير أول معلمة للجيل القادم. والأطفال هم كالأغصان الرقيقة اليانعة، فاذا كان التعليم الأولي سليماً صحيحاً تنبت الأغصان سليمة مستقيمة. وأما اذا كان ناقصاً فتنمو معوجة وتتأثر في نهاية حياتها من تأثير تربية السنين الأولى، فما أجمل التربية والتهذيب للبنات.
وقد كان لعبدالبهاء فرص عديدة أثناء سياحته في البلاد الغربية لتوضيح وترويج مبادئ البهائية وتعاليمها التي أسسها والده بهاءالله ومن جملتها التعليم الخاص بتساوي حقوق الرجل والمرأة. ففي مؤتمر اجتماع حرية المرأة في لندن في يناير سنة 1913 قال (مترجما):
"ان الإنسانية كالطائر ذي الجناحين أولهما الذكر والآخر الأنثى وما لم يكن الجناحان قويين تحركهما قوة واحدة فان الطير لا يقدر ان يطير نحو السماء. فتبعا لروح هذا العصر يجب ان تتقدم النساء ليتممن رسالتهن في الحياة ولهذا يجب ان يتساوين مع الرجال. ان أحد تعاليم بهاءالله المهمة هو أن تصبح النساء في مستوى واحد مع الرجال وان يتمتعن بحقوق وامتيازات وفرص مساوية لحقوق الرجال وفرصهم وامتيازاتهم... والآن يجب على النساء ان يمضين في التقدم وان يوسعن معلوماتهن في العلوم والآداب والتاريخ لاجل إكمال الإنسانية. فعن قريب سوف ينلن حقوقهن ويعلم الرجال ان النساء جادات في عملهن ويحافظن على كرامتهن ويترقين في الحياة السياسية والمدنية. ويقفن حجر عثرة في سبيل الحرب ويطالبن بحقوق الانتخاب والمساواة في كل الامتيازات التي يتمتع بها الرجال".
وفي الحقيقة سوف نشاهد تقدما محسوسا في الأمور التي كانت مهملة في السابق إهمالا عظيما بسبب تسلط الرجال عندما تجاب مطالب النساء ويكون لهن صوت مسموع في تنظيم الامور والأحوال الاجتماعية وذلك كتقدم الصحة، والاعتدال في المعيشة، وبسط السلام، وتنظيم الحياة الخاصة وسيكون لهذه التحسينات نتائج طيبة خيِّرة ذات أثر بليغ.
وفي مناسبة أخرى تكلم عبدالبهاء في هذا الموضوع ومما قاله: "... كان العالم القديم محكوماً بقوة الرجال، وكان للرجل التسلط التام على المرأة بسبب ما اتصف به من القوة والتعدي الجسماني، ولكن الميزان الآن آخذ في الاعتدال وأخذت القوة تفقد سلطتها والمهارة العقلية والصفات الروحانية والمحبة والخدمات النسائية أخذت تتغلب على ما كان للرجال من قوة، فسيكون الجيل القادم أميل الى الآراء النسائية وبعبارة أوضح سيكون جيلا تتوازن فيه أصول المدنية النسائية والرجالية ".(*)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق